القائمة الرئيسية

الصفحات


 المطر


 

يُسرُّ الناسُ بالمطرِ....

 كذاك تُسرُّ عيناكَ


وتُنشَدُ فيه أشعارٌ....

 تُهادي النَّظْمَ أذناكَ


جميعُ الناس تسأله.... 

أفيها الخيرُ مُزْناكَ؟


وما أحدٌ يُسائله.... 

إلامَ تَرْنو عيناكَ؟


فلا تبكينا بالقَطْرِ....

 أسوقُ إليك بُشراكَ


فأبْشِرْ أيها المطرُ.... 

فإنَّ صديقي يهواكَ 


ومَنْ يهواه ذا خِلِّي

تعالَىٰ القَدْرُ سُكْناكَ
.
.
#خواطري



أهديتُ بحبٍ كلمات هذه الخاطرة في أحداث نهاية فصل الشتاء الماضي لصديقٍ عزيزٍ لي وغالٍ على قلبي جدًا وذلك بعد أن أخبرني -مصادفةً- أنه يعد نفسه من أشدِّ محبي فصل الشتاء من كل عام وأنه من أكثر عشاق رؤية قطرات المطر تتهاوى إلى الأرض فتغسل الهواء وتُكثر الماء وتصفى بها السماء لذا أقول له فيها:


يا صديقي الغالي كما تعلم هناك طائفة كبيرة من الناس من حولنا يأتيها هذا الشعور بالسرور الشديد والسعادة الكبيرة عند رؤية قطرات المطر تنزل من السماء غيثًا، كما يأتي هذا السرور لعينيك كذلك عند رؤية قطرات المطر وملامستها ليديك، وأيضًا كما تعلم أنه قد كتب الكثير من الناس والكثير من الشعراء من محبي المطر والشتاء خواطرَ وأشعارًا لهم تصف وتمدح جمال المطر وبهجته ورونقه الخاص به، ولكن ظنهم حينئذٍ بتلك الخواطر وهذه الأشعار أنهم يُهادون المطر بكلماتهم تلك وتعبيرهم هذا، ولكن أتعلم يا صديقي العزيز أن الهدية الحقيقية المُؤكدة وقتها تكون حينما تسمع أذناك الأشعار التي قد كتبتها أيديهم فتزداد تلك الأشعار بعد سماعك لها قيمةً ويزداد جمالها جمالا، وكذلك يا صديقي العزيز فإن المطر يزداد  رونقاً وبهاءاً حين تراه عيناك وهو يهطل من السماء، وحينما تسمعه أذناك وهو يرتطم بالأسطح؛


أوَتعلم يا صديقي العزيز أنه هناك مفارقة أخرى وهي أنه حينما يرى الناسُ -المحبين لفصل الشتاء والمطر- تلك السُحبَ المُحملة بالمطر في السماء قادمة إليهم وأنه حين يبدأ نزول المطر منها عليهم فإنهم يتساءلون فيما بينهم هل تحمل هذه السحبُ وهذا المطرُ الخير لنا بين قطراته أم يحمل علينا أمرًا قد تؤذينا عواقبه؟ ولذا يدعون الله عزَّ وجلَّ الذي تسير السحبُ بأمره وتنزل قطرات المطر بإذنه فيقولون "اللهم صيباً نافعاً" وعند ازدياد نزوله وحين يخشون على أنفسهم وعلى زروعهم وماشيتهم فإنهم يدعون الله القدير أن يجعل هذا المطر ينزل في أماكن أخرى بعيدة عن أماكن سكناهم فيقولون "اللهم حوالينا لا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر"، ولكن هل انتبهت أنه لم يُفكر أحدٌ منهم أبداً من ذي قبل أن يسأل المطرَ هل له هو حاجة عندنا؟ وهل يتمنى المطر شيئا نستطيع إهدائه به كما يُهدينا هو؟ 


ولو سألوه ذات مرة لعلموا أن المطر أيضاً يشتاق للبعض، ولكنهم لا يعلمون أن الشتاء والسحب يبكون قطرًا شوقًا لصديقي! 



فأبشر أيها الشتاء، وأبشري أيتها السحب، وأبشر أيها المطر فيا لسعدكم وهنائكم بعد أن أخبركم أن صديقي يهواكم! فهنيئا لكم وسعدا. 

فمن يهواه خليلي فقد جعل قَدْره أعلى من سُكنى المطر وهو السماء.



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

18 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. وهنيئا له وسعدا بصديقٍ مثلك يا صديق.������

    ردحذف
  2. لابد وأنك أيضًا صديقًا عزيزًا لديه وغالٍ على قلبهِ جدًا.

    ردحذف
  3. والرُّوح تُسَرُّ بتلك الخواطر الجميلة.

    ردحذف
  4. رزقكم الله السرور ظاهراً وباطنا

    ردحذف
  5. إضافة جميلة 👏🌧🌹

    ردحذف
  6. ولقد نزلت من الفؤادِ بمنزلٍ
    ما كان يومًا فيه غيرُك يَنزِلُ.

    ردحذف
  7. رفع الله قدركم 🕊️🌹

    ردحذف
  8. اليد اليمنى؟!!!

    ردحذف
  9. في الصورة

    ردحذف
    الردود
    1. نعم. هذا خطأ من الذكاء الاصطناعي يفعله أحيانا

      حذف

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->