القائمة الرئيسية

الصفحات


 صاحبة الحُسن




وتوضئت بضياء القمر حُسنا، 

وتدثرت بشُعاع الشمس نورا


وتبسمت... فغزا الربيعُ قِفارا

أحياها من بعد الممات قصورا


وتنفسَت سار الرحيق قطارا

يُهْدِي الجمالَ  وردةً وزهورا


وتَكَلمتْ بالحرف ثَمَّ كلاما

يكفي لينقذ قلبِيَ المأسورا


وأومأت فزلزلت أركانا

ثَبَتَتْ جبالا أدْهُرًا وعصورا


وترامشت فأرسلت إعصارا

فغدا النعيمُ بِوَيْلِنا منثورا


وتعطرت فحظَى العبيرُ منالا

يومَ التقَى نبعَ الجمالِ بحورا


وتَكَحَلَّت فَحَدَى الفُؤادُ مَلاذا

وبَنَى من الرَمْشِِ المُحَدَّبِ سورا


وتَمْتَمَتْ عند اللقاء كلاما

فغدا الأريبُ المُجْتَبَى مسحورا


وتبخترت فأحدثت زلزالا

هدمتْ صوامعَ عابدٍ وقصورا


وتخيَّرت بين الشهورِ الآبا

فَتَعَاظَمَ بين الشهورِ دُهورا


وأمطرت دنيا السعادةِ حولنا

يومَ اللُقا بالوصل زدنا سرورا

#خواطري

 

وبعد أن ظل ينظر إليها ويراقب أفعالها وحركاتها فينظر ما تفعل ونتيجة هذا الفعل فقام يكتب ما جال في خاطره وراح يصفُ ما رأى من حُسن حبيبته وجمالها ودلالها فقال: رأيتُ حبيبتي كأنها حين تقوم بغسل يدها ووجهها يبدون منها بياضًا ناصعًا وكأنها كانت تغسله بضوء القمر وذلك نظرًا لوضاءتها وحسن طلَّتها، ثم إنها ولتوهج هالتها ولشدة حرارة اللقاء بها وصفها كأنها تلتحف بشعاع الشمس المضئ التحافا.


ثم أردف بكلماتٍ يُكمل فيها وصفَ ما رأى من عجيب أمرها فقال: أنها حين تبتسم وتبدو منها نواجزها يخرج من ذلك الثغر ما يكون مثل الربيع المزهر، فينطلق ذلك الربيع ويغزو الأرض التى كانت من شدة عطشها والغياب مثل هذا الربيع عنها كمثل الأرض القاحلة فيأتيها هذا الربيع من بسمتها فيُحييها من مماتها وتصبح كقصور من زهور وخضرة مبهجة. 


ذلك عن بعض ما حوى ثغرها أمّا عن أنفها الذي فوق الثغر فإنها حين تتنفس الهواء فيخرج مع الهواء من أنفاسها الرحيقُ الذي يسير نتتابعاً كمثل القطار المحمَّل بالخيرات والبركات والطيبات ويُهدي الورود التي يمرُّ عليها والزهور التي أنبتها الربيع المنطلق من ثغرها جمالاً فوق جمالها ورحيقًا فوق رحيقها. 


أما عن صوتها وعذوبته فحين تتكلم بالأحرف فكأنها تُرسل جنودًا تحيط به فتأسر قلبه ولكنه أسرٌ ليس أسرَ ذُلٍّ بل أسر من تتكرم على القلب وتنقذه من بعدها عنه -الذي هو أشدُّ من أسر الرِّق-; أما حين حدثها فأومأت برأسها له بالموافقة فقام على إثر إمائها زلزالٌ هزَّ أركان قلبه الصلبة الثابتة لسنواتٍ وسنوات!. 


ثم حركت رموشها وحركتها تلك جرت الرياح كإعصار البرد والسلام وزار ويل قلبه فأطفأه وعمَّ النعيمُ فيه. 


أمَّا حين تتعطر فهنا يفوز العطرُ بالمنى والمنال ويحظى بوافر من الجمال حيث أنها أصل الجمال ونبع بحوره، وتكحلت فلاذ فؤاده إلى جفنها وجعل رموشها سورًا يُحيط به لئلا يخرج من هذا الملاذ أبدا، وحين مشيت مشيتها المتبخترة فهُزت الأركان وهدمت صوامع العُبَّاد والزُهَّاد. 


واختارت شهر أغسطس لذكرى بينهم لذا تعاظم شهر أغسطس بين الشهور بسبب اختيارها له. 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

8 تعليقات
إرسال تعليق
  1. يا لجمالها ولروعتها من أبيات ��

    ردحذف
  2. ������

    ردحذف
  3. هذا الموقع لا يدعم ظهور الإيموجي

    ردحذف
  4. وكأن من في الصورة تبدو قزمة

    ردحذف
    الردود
    1. لا تبدو كذلك مقارنة بارتفاع المبنى

      حذف
  5. ما زالت تبدو كذلك نصف طبيعي ونصف قزم

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->