القائمة الرئيسية

الصفحات

تغيبُ وقلبي لا يقْوَى غيابا

 تغيبُ وقلبي لا يقْوَى غيابا




تَغِيْبُ و قَلْبِي لا يَقْوَىٰ غِيَابا
وتأتي مانعًا منك اقترابا


كأنِّي في لَظَىٰ الحِرمان أَهْوِي
وتأتِي فاتحَ التسْعيرِ بَابَا


أَمَا قد حان للسَّجَّان وقتٌ
يُخَفِّفُ عن كَواهِلِنا العذابا؟


أَمَا قد آن للظمآنِ رَيٌّ ؟
فإنَّ فؤادَهُ في الهَيْفِ شابا


فلا يَغْرُرْك ما يبدو عليه
فَكَمْ مِن خائرٍ يبدو صلابا


وَكَمْ مِن سائرٍ بين البرايا
سليم الجسم تحسبه شبابا


يذوقُ حنظلًا كيْ يبقىٰ حيَّا،
تشيب الروحُ تقتله احْتِجَابا


فَكَمْ من كاتبٍ للحبِّ ليلاً
وعند الفجر يمحو ذا الكتابا


فلا يقوَىٰ لنشر الحب يومًا
وإلَّا أَلصق الكفَّ الترابا


فما أقساه من ليلٍ عليه
يجيء الحبُّ يُرهقه غِلابا


وما أقساه من ضوء الغداة
يجيءُ القلبَ يحرقه ترابا



فَأَوْثِقْ بالعُرَىٰ الأَيْمَانَ ألَّا
تغيبُ، فقلبي لا يقوَى غيابا
.
.
خواطري

المفردات:

الهَيْفِ = الظمأ
احتجابا = تلاشٍ واضمحلال
الغداة = الصباح

الشرح:

يقول لخليله -مُعاتبًا مستفسرًا-: تغيب عني وأنت تعلم أن قلبي لا يقوَىٰ على هذا الغياب!، وإن أتيت تأتي وأنت تمنع الاقتراب منك؟!، كأنك حكمت عليَّ أن أسقط في لهيب الحرمان ثم تأتي بعد ذلك وتفتح باب السعير عليَّ في قاع اللهيب!.

ومع ذلك كله فأنا أرضىٰ بذلك ما دمت قريبا، ولكن ألم يحن وقت العفو عن روحي فتخفف شيئًا من العذاب عن كاهلي؟!، ألم يحن وقت الصفح عن عطش الروح فتسقيها فإن القلب قد شاب من شدة العطش!؟.

ولا تقل أنني أبدو بخير فَكَم من شخصٍ خائر الروح ويبدو صلبًا  يسير بين الناس تحسبه سليم الجسم شابًا لكنه في الحقيقة يُعاني الأَمَرَّين لكي يظل على قيد الحياة لكن روحه تتلاشىٰ وتشيب وبذا تقتله، حاله كحال من يظل طوال الليل ينشد الحب ويكتب خواطره فإذا لاح الفجر محا ما كتبه لكونه لا يستطيع البوح بما كتب لأن ذلك سيجلب له الهم أكثر حيث يشمت به الأعادي لكونه بعيد المنال، لله دره فلا هو مرتاحٌ بالليل - حيث يأتيه الحب فيغلبه ويرهق خاطره- ، ولا هو مرتاحٌ بالنهار - حيث يأتي فيحرق ما جمعه من خواطرٍ بالليل- فعاهدني وأوثق الأيمان ألا تغيب عني فقلبي لا يقوَىٰ غيابا.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->