القائمة الرئيسية

الصفحات

 لُغَةُ العُيُون



قالت:


"وإذا العيون تحدثت بلغاتها
قالت مقالاً لم يقله خطيبُ"
.
قلتُ:
لغة العيون ليس يُدركها سوى  
رمش المُحبِّ وإن رآها لبيبُ

 

ليستْ تُدَرَّسُ في اللغات وإنما
تأتي إذا ملكَ الفؤادَ حبيبُ

 

وفصيحةٌ منذ البداية ما لها
غير الفصاحة والبيان نصيبُ

 

تحكي طُوالاً مُرسلاتٍ بالهوى
والرِّمشُ في حدِّ الفصولِ رقيبُ

 

تأبَى الهروبَ لذا تُضاعفُ جَهدَها
إذ يأتي كاتمُ صوتها فيُصيبُ

 

يا كاتم النظرات مهلا إنها
ترياق قلبي بذا أقرَّ طبيبُ

 

مَنْ يمنع الترياقَ عن قلبٍ كما
مَنْ ألقى سهمًا للفؤاد يُصيبُ
.
.
#خواطري


الشرح:

سألوها عن صمتها قالت -بعدما رمت بنظرة تنبيهٍ لمَن تُحب- إن الصمت يجب حينما تتحدث العيون لأن لغة العيون أبلغ وأفصح.
تعجَّب الحضور من الجواب فقال لهم مفسِّرًا جوابها ومزيلًا لدهشتهم: أن لغة العيون ليس يدرك معناها إلا رمش مَن أحب ولا يفهمها حتى أولي الألباب -إلا مَن أحب منهم- وذلك لأنها لا تُدرس في المدارس ولكن يتلقاها مَن ملك فؤادَه الحبيبُ، وهذه اللغة لا يتدرج المحب في تعلمها ولكنها تُوهب له كاملة الفصاحة، لذا هي تحكي -على قلة حروفها - الحكايات الطوال في وصف الهوَى، والرمش يرقب انتهاء الفصول في رواياتها كالرقيب، وعلى الرغم من زحام الحضور حولها إلا أنها تأبى إلا أن تُكمل رواياتها حتى إذا أتى من يحاول كتم صوتها الذي يسمعه أطراف الرواية فقط; ثم وجَّه رسالة لمَن تدخل ليكتم تلك النظرات أن مَهلًا لا تفعل فإن تلك النظرات هي بمثابة الترياق والعلاج الذي وصفه الطبيب لقلبي، فإن منعتها صرت كمَن ألقى في القلب سهمًا يُصيبه به ويقتله
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->