القائمة الرئيسية

الصفحات

"أَحْمُس" طارد الهكسوس

"أَحْمُس" طارد الهكسوس




 لا تُغْلِظ الأَيْمانَ فِعلُكَ أصدقُ

من أيِّ قولٍ أو يمينِ غَمُوسْ

 

قد مرَّ عامٌ كلَّ يومٍ تُقسِمُ
وقفتْ ظروفٌ وأَلْتقيها جُلُوسْ!

 

لا تُكْثِر الأعذار قلبِيَ يُنكِرُ
لَمْ يَلْقَ مثلَك كاذبًا منحوسْ

 

لا تُرْهِقْ الأذهان عفواً إننا
لا نبتغي قولاً نَظِم مدروسْ

 

هل تنتشي بالزيفِ كلَّ روايةٍ
أم تَرْوِها عمدًا لِنَيْلِ دروسْ؟!

 

ماذا تريدُ سألتني كَيْ أقتنع؟
فأجبتُ فِعْلاً صادقاً ملموسْ

 

كم مرَّةٍ قطع السؤالُ حديثَنا
مثل العدوِّ المُختفي المدسوسْ؟

 

مَنْ تبتغي حتَّى يُحَسِّنَ بأْسنا
ويُزيل ناخِرَ عظمِنا والسوسْ؟

 

فتُجيب "مِيْنا" كَيْ يُوَحِّد صفنا

و أقولُ "أَحْمُس" طارد الهكسوسْ
.
.
خواطري

الشرح:

عندما التقى بحبيبه بعد كل ما وجد منه من إخلاف للوعود ونقض لها كما هي عادة حبيبه في كل مرة، وكالعادة يُقسم حبيبه له بأغلظ الأيمان أنه ما نقض ولا أخلف عهدا، ولكنها الظروف التي وقفت حائلًا بينه وبين إتمام عهده وأنه كان عامدًا إلى إبرامه والالتزام به، فأجابه بالنهي عن ترديد القسم وإغلاظ مختلف الأَيمان فإن الفعل أصدق من ألف مقال ومقال، وأصدق من تلك الأيمان الكاذبة الغموس منه، ففي كل مرة تردد وقفت الظروف حائلا وتُعيد وتُزيد في ذلك على مدار الأيام والأسابيع والشهور بل والأعوام، وحين أنظر في شأن تلك الظروف لا أجد لها ناقةً ولا بعير في الأمر ولم تقف مطلقاً حائلًا دون الوفاء بعهدك بل إنها كانت كالجالسة حسرةً على إقحامها في كذبك وافترائك; على مدار تلك الأيام والشهور والتى قد فاق عددَ لحظاتِها أعذارُك التي لا تنتهي والتي تنكشف واحدًا تلو الآخر فلم أجد في حياتي أكثر منك كذبًا ولم أجد أحدًا لازمه النحس مثلك حيث تنكشف كل أكاذيبك تباعا، تتملق من الكلمة إلى الأخرى محاولا تشتيت أذهاننا وتُرهقها بنظم الكلمات وتجميلها لا أريد ذلك منك ولكن أريد الصدق والصراحة والثقة، أسألك سؤالاً واضحًا فأجبني عليه: هل تتخير الكذب والتزييف محبةً في ذلك؟ هل يُسبب لك البلوغ للنشوة الذهنية؟ أم تتعمد اختلاق الروايات الكاذبة لترى ردودنا وتستخرج منها الدروس والعِبَر؟
تسألني ماذا أريد من كل هذه الكلمات وماذا وراء ذلك المقال؟!
أُجيبك في كلمات قصار ولكنها ذات معانٍ عظيمة جدًا وليتك تعلم، أريد منك فقط  الصدق بالفعل والعمل الملموس البيِّن الظاهر.
أسألك إن كنت تتذكر: كم مرةٍ ظهر هذا السؤال وقد فرضه المنطق والواقع أثناء الحوار بيننا والذي يظهر كل مرة على حين غفلةٍ منك كما لو كان عدوًا متخفيًا لك ينتهز الفرصة بين الحين والآخر ليُباغتك وهو من ترتضيه كي يزيل الشقاق من بيننا ويوحد صفوفنا ويُقوِيَ بأسنا؟ ويقوم بنزع الأمور التي تنخر في عظامنا كالسوس ؟

تأتي إجابتك كالعادة بعدم اكتراثٍ للأمر وتقول أريد مينا موحد القطرين ثم تبتسم تلك الابتسامات التي ملأت الدنيا صُفرةً وبلادة وتجعلني أُجيبك "أحمس" قد طرد الهكسوس


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع
    xxx -->