القائمة الرئيسية

الصفحات

 رَدُّ عتاب الخليل



عتاب الخِلِّ أحزنني 

وإن يصدق به الوصفُ


خفاءُ الشرح أغضبه 

ولا أدري بما يصفو!


إليك الوصف أسرده 

قريبًا يُنْزَعُ الغُلْفُ


صباحُ العين رؤيتُكم 

وبالأحلام إذ نغفوا


وإنَّا مِن مَعَزَّتنا 

وفَرط الوُدِّ قد نجفوا


أرى بالعينِ دهشتَكم 

وحار الصمتُ والحرفُ


تقولوا بالجفاءِ وَفَىٰ؟! 

ألا سُحْقًا لِمَنْ أَوْفُوا.


خليلي لا أَلُومُكَ هل 

يُلامُ العاتِبُ الإِلْفُ؟!


ولكن هل دَرَيْتَ بِأَنْ 

خليلَ الأمس قد يقفو


فلا يبقى له أثرٌ 

ولا رُؤيا ولا وصفُ


ففي الإعصار موطنُه، 

لهيبُ النار لا يخبو


وبالأمواج مركبُه، 

ولا شَطٌّ به يرفو


ولا في القاع مسكنه، 

وفوق الماء لا يطفو


ترابُ الأرض يحرقه 

لهذا خَطْوُهُ وَزْفُ


ولا يقوَىٰ على هربٍ 

فيمنع ذلك الرَّسْفُ


وإنْ يصعدْ إلى عَمَدٍ 

يُضَيِّقُ صدرَهُ الربوُ


فضاق الكونُ أَكْمَله 

وضاق السطحُ والجوفُ


فلا تَلٌّ يُحَاضِنُهُ 

 ولا قَبْوٌ ولا كهفُ


وضاقت نفسُهُ ضَجَرًا 

وأرهقَ عينَهُ الذرْفُ


فقد سلبوا أَمَانِيَهُ 

ولاقى حقَّه الخَسْفُ


وبات القلبُ مُنْكَسِرًا 

 وأزهقَ أَمْنَهُ الخوفُ


وبَانَ الجسمُ في وَهَنٍ 

وبَدَّدَ حَوْلَهُ الضعفُ


ونادىٰ الصوت مُلْتَهِفًا 

ولكن صوتُهُ سَهْفُ


أما زال العتابُ لهُ؟ 

ويَرْهَنُ جِيدَهُ السيفُ؟


أما أنَّ البيان جلا 

وحان لخِلِّكَ العفوُ؟

.

.

خواطري

المفردات:

الإلفُ = الخليل
يقفو = يُمْحىٰ أثره
يخبو = يهدأ
يرفو = يرسى
وزف = مصدر  قارب خطاه ومشى بسرعة
الرسف= السير  بالقيود
السهف = صوت الذبيح

التعقيب:

https://madkour12.blogspot.com/2022/07/Etab.html

في هذا الرابط👆 تجدون عتاب الخليل، وجاءت هذه الخاطرة للرد على عتاب الخليل؛
لما كان عتاب الخليل صادقًا في الوصف وذلك لعدم علمه بما يجري، وجب البيان؛ ولا ألومه فهو في عتابه مُحب، ولكنه لا يعلم أن خليله يستوطن الأعاصير من هول ما يجد، فلهيب نارها لا يقل ولا يهدأ، وإن هرب إلى البحر لاطمته الأمواج، ولم يجد شاطئًا ليرفأ به، وإن بقى في البحر فلا هو غارقٌ في القاع ولا هو يطفو على السطح، وإن مشى على الأرض مشى مسرعًا متقارب الخُطى لأنها تحرق قدميه، ولكن سرعته لا تقلل الألم لأنه يسير مقيدًا بالسلاسل، وإن صعد إلى السماء هربًا ضاق صدره، فضاق عليه الكون وضاقت عليه نفسه، وانكسر قلبه ووهن جسده، وضعف صوته حتى صار كصوت الذبيح؛ فهل مازال العتاب قائمًا والسيف على عنقه؟ أم قد حان موعد العفو؟.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->