أحلام سوداء
أمَّا أنا فأنا الخطيرُ المُجرمُ
مَن عاث في الأنحاء طولًا يظلمُ
فأنا الذي قتل الغلامَ المؤمنَ
إذ نادىٰ في الآفاق: توبوا تُرحمُوا
أوقفتهم صفًّا على شفا حفرةٍ
ألقيـتُ بالأخـدود نــارًا تُضـرَمُ
وأنا الذي أوشيتُ ناقةَ صالحٍ
أغريتُهم حتىٰ يُـراقَ بهـا الدَّمُ
وأنا الذي ألجأتُ فِتيةَ كهْفِهم
حتىٰ يفــرُّوا للجبـال ليَسْـلَمُوا
وأنا الذي وأدَ النسـاء برملـه
حتىٰ يكـاد الرمـل يومًا يُـزْحَـمُ
وأنا الذي أشعلتُ نيران الوغىٰ
ما بين خزرجهم وأوسٍ منهمُ
وأنا الذي أحرقتُ روما كلها
حتىٰ أجــاع النـار شـيءٌ تُطْـعَـمُ
وأنا الذي قتل الأميرةَ طاغيا
حتىٰ يظل الحـبُّ طوقّا يُـؤلِـمُ
وأنا الذي بالبرج دمَّـر صلبـه
حتىٰ بدا كالعهـن -سـهلًا يُـهـدَمُ-
وأكلتُ أجبان المدائن كلـهـا
من غير أن يدري الأُناسُ ويعلموا
.
خواطري
تعليقات
إرسال تعليق