القائمة الرئيسية

الصفحات

قاتل العين


تتناول هذه القصيدة موضوع الحسد وأثره المدمّر على الحاسد والمجتمع، مجسّدةً الحاسد كشخص يمشي بالعين القاتلة، يخفي بين جفنيه أسلحة غير مرئية، ويستمتع بإصابة الآخرين بالأذى بينما يغضب إذا رأى نجاحهم. تصور النصوص أيضًا الحسد كنار تشتعل في أحشاء الحاسد، تشبه الفحم المشتعل الذي يقود النار ويحترق بها، ما يعكس دمار الحقد على صاحب الحسد قبل الآخرين. تُبرز القصيدة السهام الخفية التي تُرسلها العين الحسودة وتأثيرها النفسي والجسدي على من حولها. وتنتهي القصيدة بخاتمة دعائية، مستنجدة بالله لحماية القلب والصحبة من شرور الحاسدين، مؤكدةً أهمية الاستعاذة من الحقد والحرص على الهداية والستر الإلهي. يستخدم النص تشبيهات قوية وكنايات بليغة، مما يعزز الصورة الشعرية ويجعلها نصًا تربويًا وأخلاقيًا يذكّر القراء بخطر الحسد وضرورة تحصين النفس والدعاء للحماية.



وكَم من قاتلٍ بالعين يمشي

ويُخفي بين جفنيه السلاحا


ويَعجب إذ رأىٰ المرضىٰ بحتفٍ

وقد أردىٰ بعينيه الصحاحا


ويفـرح إن أصـابتـنا قـروحٌ!!

ويغضبُ إن رأىٰ يومًا نجاحا


جميــع الناس قد فـازوا بحـظٍ!!

ولا يرضىٰ بما بذلوا كفاحا!!


ويُنكر همسَ من يشكونا جُرحًا

ويملأُ -بالقذىٰ- الدنيا صياحا


ويجعـل شـأنَـه أسـرارَ حـربٍ

وشـأنَ الناس ذا كَـلَأً مباحا


يضيق العيشُ في صدرٍ حسودٍ

وإنْ يحظىٰ من الدنيا براحا 


ويحيـا قلبُه دومًـا كئيـبًا

فلـن تلقـاه يومًـا مُستـراحـا


فلا يهنا بعيشٍ إلا عيشا

كفحم النار يوقدها طِلاحا


فإنَّ الحقد في الأحشاء نارٌ

وسهمُ العين يُهديها رياحا


أعاذ الله قلبي من شرورٍ

وصحبي حين نُمسي والصباحا


وسِتر الله نسأله دواما

ونلقىٰ بالهدىٰ دومًا صلاحا


.

#خواطري 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع
    xxx -->