وأستمعُ إلى النبضاتِ
وأستمعُ إلى النبضات
فيها أحبتي تُذْكَر
وفيها أذوبُ بالأشواق
مثل الماء والسكر
وفيها تهون ذي اللحظاتُ،
كلَّ مهالكي تُنْكَر
ومِلءُ لسانيَ الدعوات،
صَوْنُ النِّعمة تُشْكَر
فَيَا من جاد بالنعمات
فاحفظ منها ما يَظهر
وسَلِّم منها ما يخفى
وزِدْ بركاتِها أكثر
وإن طالتْ بها النظراتُ
فاسْمُكَ فوقهم أكبر
.
.
#خواطري
هذه الصورة المرفقة مع المنشور قد تم التقاطها لي على حين غفلةٍ مني في عام ألفين وستة عشر من التقويم الميلادي، وكانت من داخل غرفة استقبال حالات طوارئ طب الأطفال بمستشفى السيد جلال الجامعي –حيث كنت أشغل حينها وظيفة طبيب مقيم لدى قسم طب الأطفال وطب الأطفال حديثي الولادة والأطفال المبتسرين في تلك المستشفى سالفة الذكر- وكانت هذه الصورة بعد عملِ يومٍ شاقٍ جداً جدًا في هذا التوقيت من العام بالذات –فصل الشتاء وما أدراك ما فصل الشتاء في استقبال طوارئ طب الأطفال تشعر وكأن جميع الأطفال مرضى وكأنه لا يوجد أطفال بالبيوت!-
وكنتُ في هذه الفترة من الزمن كلما اشتد الأمر عليَّ وضاق، وكلما زاد الإرهاقُ في العملِ وأدى بالنفس إلى الشعور بالاختناق ومع زيادة الضغط العصبي والنفسي أقوم وآوِي إلى ركنٍ بعيد من أركان غرفة الاستقبال تلك وأُمسِكُ سماعتي الطبية الصغيرة -تلك التي في الصورة- وأُحاول أن أستمعَ بها إلى صوت نبضات قلبي وهي تتغنى بذكر أحبتي والدعاء لهم مع كل نبضة ينبضها القلب بأن يحفظهم ربي ويُدمهم نعمةً وسندًا وملاذًا إلى قلبي، وهنا عندما أسمع ذكراهم تُذيب الأشواقُ التي في القلب لهم كلَّ ما مرَّ بي من إرهاقٍ وتعب مُضني كما يذوب السكرُ عند وضعه في كوب الماء فتختلط ذراته مع ذرات الماء اختلاطًا يكاد لاينفك أبدا، وعندما أصلُ إلى تلك الحالة ساعتها تهون تلك اللحظات القاسية المريرة الصعبة و تهون كلُّ المهالك التي أتت باغية على القلب وتُنسى وتذهب إلى مكانٍ بعيد كأن لم تكن موجودة من الأصل ويعود القلب صافيًا كما كان منذ البداية; لذلك يمتلئ اللسان حينها بالدعوات والشكر لله عزَّ وجل على ذلك المَنِّ والكرم والجود والإحسان والفضل العظيم منه، وأفعل ذلك صونًا لتلك النِعم فمن أراد أن يحفظ النعمة توجّب عليه شكرها لله - جلَّ وعلا- كما قال تعالى في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إنَّ عذابي لشديد" .
ولذا حينها أقوم فأدعو الله -جلَّ جلاله وتقدست أسماؤه- الذي منَّ عليّ وعلى قلبي بتلك النِّعَم بأن يحفظ عليَّ ما يظهر لأعين الناس منها وأن يحفظ لي ما خفيَ عن أعين الناس منها وأن يُزيد في بركات تلك النِّعَم أكثر و أكثر، وإن أطال النظرُ بها حسود فالله أكبر عليه ورادُّ لشره وحافظٌ النعمة.
����
ردحذفالتعليق بالإيموجي لا يظهر هنا
ردحذفوهذا للتوضيح فهو يظهر على شكل علامات استفهام.
نرى ذلك.. أين أنت؟
ردحذفإذًا لمَ التعليق بالإيموجي؟ 🤔
حذفحفظك الله وجميع أحبتك من عين كل حاسد، وصرف عنكم كل مكروه وسوء.
ردحذفآمين وإياكم 🤲
حذفالشرح يتحدث عن الصورة السابقة
ردحذفالصورة السابقة داخل الصورة الحالية
حذف