القائمة الرئيسية

الصفحات

 قد تعاهدنا



قد تعاهَدْنا على السَيْرِ معا 

نبغي من الرحمن فضلًا مُرْتِعا


علَّ القلوب به تطيبُ وتهتدِي  

وتطمئنُ إذا الأنامُ خُشَّعا


كفٌّ على گفٍّ وأخرى بساعدٍ  

قلبٌ على قلبٍ ورُوحٌ جُمِّعا


قدمٌ إلى قدمٍ دليلٌ بَيِّنٌ  

تخطو إلى الجنَّات خُطوًا واسعا


تهفو القلوبُ إليك ربي فاسمعنْ

  نبضَ الحَنينِ، والأنينَ تضرُّعا


يشكو إليكَ هزيلَ قوةِ صبره   

يشكو الفراقَ والبعادَ المُوجِعا


وأزيزَ دقات الفؤاد تَرَنُّما 

شَوقا لِخِلٍّ فاتَ قلبيَ مُولَعا


فأذَنْ إلهي باللقاء فإننا

نالَ الغيابُ بنا منالًا مُدْقِعا

#خواطري


منذ أن تم ذلك اللقاء الأول بيننا وقد أخذنا على أنفسنا العهد –في أحداث هذا اللقاء- على أن نظل معًا في سَيْرنا جنبًا إلى جنب خلال رحلتنا التي بدأ طريقها يرتسم منذ أن التقت الأعين فينا، على أن نجعل نيتنا في السير في تلك الرحلة أننا نبغي من هذا السير أن يمنَّ  علينا الله - جلَّ جلاله وتقدست أسماؤه- من فضله وكرمه فضلاً واسعاً يشمل قلوبنا التي التقت، وأن يجعل هذا الفضل فضلاً ترتع القلوب في رحابه وتنعم في جواره، لعلَّ بهذا الفضل الواسع من الله تطيب قلوبُنا وتهتدي إلى السير على الصراط المستقيم فتنجو وننجوا معها، ولعل بهذا الفضل تنجو قلوبنا من أهوال يوم القيامة حين تخشع الأصوات والقلوب وتخشى على نفسها من الهلاك ومن غضبة الجبار "وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا"؛

وفي هذا المسير على تلك الطريق قد تعاهدنا على أن نسيرَ بجوار بعضنا البعض، كفُّ أحدنا مقرونةٌ بكفِّ الآخر لا تفارقه، وكفُّ آخرنا متعلقةٌ بساعد الأول فينا فنسير متماسكين متعاونين يشدُّ أحدُنا الآخر ويُعزيه ويُقويه، وعلى أرض الطريق المرسوم لتلك الرحلة تخطو قدم أحدنا حزو قدم الآخر لتكون تلك القدم دليلاً له ترسم بآثارها الطريق إلى الجنات الخالدة عند مولانا آملةً في الوصول إلى تلك الجنات سويًا كما سرنا سويًا على الطريق؛

يا ربُّ يا سامع النجوى ومجيب الدعوات كما تهفو القلوب إلي عفوك وكرمك ومنَّتك وترجوك وحدك لا شريك لك، فإنها تدعوك متضرعةً ومتوسلةً لك أن تسمع صوت  نبض حنينها إلى بعضها البعض  وأن ترحم أنينها الذي لا ينقطع من البعد بينها  والذي يحصل لنا  لأسبابٍ ليس لنا فيها شأن ولا ذنب، فإنَّ قلوبنا تكاد تنفطر  من شدة ما تجد من الحنين والشوق ونار الغياب والبعد، فأصبحت وكأنها أزيز يخرج من داخل بركانٍ يغلي ويتهيج، تتلو ترانيم الشوق والغرام للحبيب الغائب عن تلك القلوب وإن كان ذلك دون إرادةٍ منه، فيا ربُّ يا كريم يا مجيب من دعاك إئذن لنا من فضلك وجودك وكرمك ومنَّتك أن نلتقي ولو للحظات ننعم فيها بالقرب، ويا رب الضعفاء أَقِلْ العثرات التي في الطريق والحواجز التي قد ظهرت  بيننا فقد أتعبنا الفراق وأذاقنا مراره كؤوسًا وكؤوسا

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

10 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->