القائمة الرئيسية

الصفحات

كُسُوفُ الشَّمْس


كُسُوفُ الشَّمْسِ



كُسُوفُ الشَّمْسِ يَحْدُثُ كُلَّ عَامٍ

 وَتُبْصِرُهُ الْأَنَامُ وَتَسْتَبِينُ


وَيَحْدُثُ إِذْ بَدَا بَدْرُ التَّمَامِ

 فَيَحْجِبُ ضَوْءَهَا عَمَّنْ يَعِينُ


فَمَا لِي إِذْ غَدَوْتُ أَرَاهُ حَوْلِي

 كَأَنَّ اللَّيْلَ لِلشَّمْسِ يُغِينُ


وَيَظْهَرُ وَجْهُهَا فَيُنِيرَ درْبِي

 يَرَاهُ الْقَلْبُ يَهْدَأُ، يَسْتَكِينُ


كُسُوفُ الشَّمْسِ يُوجِبُنَا صَلَاةً

 مَخَافَةَ أَنْ يُلَازِمَهَا الْقَرِينُ


يحَارُ الْقَلْبُ عِنْدَ كُسُوفِ شَمْسِي

أَيَهْرَعُ لِلصَّلَاةِ وَيَسْتَعِينُ


وَيَطْلُبُ مِنْ إِلَهِ الْكَوْنِ عَوْنًا

لِيَرْحَلَ بَدْرُهُ، أَمْ يَسْتَكِينُ؟! 


فَبَاقِي الْكَوْنِ يُحْيِيَهُ شُعَاعٌ

مِنَ الْجَوْنَاءِ يَشْمَلُهُمْ، يُعِينُ


وَأَمَّا الْقَلْبُ يُحْيِيَهُ ضِيَاءٌ

وَوَجْهُ الْبَدْرِ يَأْتِيَهُ يَلِينُ

.

#خواطري

معاني المفردات:

يَعين = ينظر بعينه
يُغين = يحجبه ويغطيه
القرين = قرين الشمس حال الكسوف يعني القمر
الجوناء = الشمس

الشرح:

هنا يتكلم الحبيب عن وصف ظاهرة كونية معروفة لدى الجميع وهي ظاهرة كسوف الشمس الذي يحدث عندما يقع جسم القمر بين شعاع الشمس وقشرة الأرض على خطًّ واحد مستقيم، فهنا يحجبُ القمرُ ضوءَ الشمس وشعاعها عن قشرة الأرض ويستمر ذلك لفترة من الزمن سواءًا كان الكسوف كلياً أو جزئيًا، وهذه ظاهرة يراها البشر كلَّ عامٍ تقريباً ويتبينوا منها بأعينهم كلما حدثت أمامهم؛

ولكن الحبيب هاهنا يتسائل بتعجبٍ ويصف حاله بما يُزيل التعجب عن السامعين لسؤاله والرائين تعجبه فيسأل ويقول ما له كلما غدا في يومٍ من أيام حياته يرى كسوفَ الشمس يحدث ويُبصره أمامه ويرى كأن الليل يغطي الشمس غطاءا تامًّا ويحجبها عن الرؤية حجاباً مُحكما!!

ولكن يستطرد في الوصف ويقول أن مع هذا الليل الحالك -رغم توقيت الصباح- والذي يحدث لغياب الشمس فيه فيظهر البدر الذي حجب نور الشمس جليًا متمثلا في وجه حبيبته فينير شعاع وجهها طريقه ويوضحه، وعندما يرى القلب نور وجه حبيبته –والذي يبدو كالقمر ليلة اكتماله بدرا- يهدأ القلب من روعه ويستكين؛

وإن كان في حال ظهور كسوف الشمس الحقيقي "الظاهرة المعروفة". فإن هذا في شريعتنا الإسلامية يُسن سنة مؤكدة وهي صلاة الكسوف المعروفة بطول أركانها حتى تنجلي الغمامة بأمر المولى جلَّ وعلا، ولئلا يصير الظلام علينا سرمديا، وحتى يذهب القمر بعيدًا عن الطريق بين الشمس والأرض، فيعود ضوء الشمس للأرض ينيرها ويشعرها بالدفء، هنا يحتار قلب الحبيب عندما يحول بدرُه -محبوبته- بين ضوء الشمس وقشرة الأرض، أيهرع مسرعًا إلى الصلاة ويطلب العون من الله أن يذهب البدر ليعود ضوء الشمس الذي حُجب بكسوف الشمس؟ أم أنه يستقر مكانه ولا يفعل حتى يظل البدر موجودا أمامه ويهنأ برؤياه؟ فحياة الناس تستلزم شعاع الشمس ليعطيهم الدفء، ولينمو الزرع وغيرها من الأمور التي تستخدم شعاع الشمس فتستمر حياتهم وتزهو وتزدهر، ولكن حياة قلب الحبيب تحتاج أن يُضاء القلب وأركانه بضوء قمره –حبيبته- الذي يراه حاجبا لضوء الشمس، فكل حياته وسعادته أن يرى بدره أمامه وأن يأتيه ويلين إليه ويُلاطفه.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  1. كلاهما معذور فالقمر يذهب الى الشمس من شده الإشتياق ولا يَعنيه امر الإحتراق.

    ردحذف
    الردود
    1. ربما هذا ليس المقصود

      حذف
  2. ايوه فعلا مش ده المقصود

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->