القائمة الرئيسية

الصفحات

الرجال من عطارد ، النساء من بلوتو

الرجال من عطارد ، النساء من بلوتو





أَوَمَا تَرَيْنَ ذَا الْمُحَارِبَ مُفْرَدا

أَوَمَا تَرَى شَعْرِي الْمُبَلَّلَ أَجْعَدَ


مُدِّي يَدَيْكِ كَيْ تُسَاعِدَ ذِي الْيَدَ

أَوَمَا تَرَى ذَاكَ الْخِضَابَ الْأَسْوَدَ


سُرْعَاكِ إِنَّ الدَّهْرَ نَارًا أَوْقَدَ

هَلَّا انْتُظَرْتَ فَإِنَّ هَاتِفِي غَرَّدَ


يَا صَبْرُ أَقْبِلْ وَلْتُنَاوِلْنِي يَدَا

ماذا أصابك هل ختمتُ المَسْنَدَ؟ 


الْوَقْتُ عِنْدَكَ لَيْسَ يَحْدُوهُ شَفَا

دعني أُعالجَ هَمِّيَ المُتوَلِّدَ


ماذا هنالك؟ هل خليلٌ قد رَدَى؟ 

تلك الصديقةُ عيدُ مولدها غدا


ما قد فهمتُ الهمَّ من ذاك السُّدَى! 

أنْ قد دَعَتْنِي أخيرةً  ولقد قَدَا


ربَّ البرايا؛ أضحى صبري نافدا 

دعني أعودُ فأستحمَّ مُجددا


أوما ترين ذا المحارب مفردا؟! 

أوما ترى شعري المبلل أجعد! 

#خواطري 

معاني المفردات:

ذا = هذا
ذي = هذي = هذه 
الخضاب = ما يُخضب به من حناء
المَسْنَدَ = الدهر
شفا = حافة وحدّ
رَدَى = هلك

السُّدي = المُهْمَل

قَدَا = قَرُبَ 

الشرح:

هناك رواية مترجمة من الإنجليزية عنوانها " الرجال من المريخ، والنساء من الزهرة" مُفادها أنَّ طبيعة الرجل-في الأقوال والأفعال والأفهام- تختلف عن طبيعة المرأة- في الأقوال والأفعال والأفهام- وكأن الرجل قد وُلد على كوكب المريخ والمرأة قد وُلدت على كوكب عطارد، ثم التقينا - قدرا- على كوكب الأرض لتنشأ بينهم علاقة تعامل، وعدم معرفة اختلاف الطبائع بينهما - لدى كلٍ منهما- هي السبب الأساسي في معظم الخلافات الناجمة دومًا بينهما.
ومن هنا نشأت فكرة هذه الخاطرة، وليس معنى تلك الخاطرة تفضيل جنسٍ منهما على الآخر ولكن جاءت هكذا دون ترتيب؛
اللون الأحمر يُشير إلى الرجل وجعلته أحمرًا نظرًا لقربه من  حرارة الشمس "عطارد"، واللون الأزرق جعلته للمرأة نظرًا لبعدها عن حرارة الشمس "بلوتو"
وكأنه حوارٌ بين زوجين :

يقول لها مُعاتبًا هدوءها في التعامل مع الأحداث التي تواجههما : ألا ترين أنني أُحارب وحدي في هذا الاتجاه ؟
فتقول : ألا ترى أنني خرجتُ من الاستحمام للتو؟، حتى أن شعري ما زال مُبللا ومجعدًا لم أصففه
هو : مدي إليَّ يديكِ لتساعدني في المواجهة.
هي : ألا ترى أن بهما حناء سوداء لم تجف بعد؟ّ!
هو غاضباً : أسرعي فإن الزمان قد أوقد النار عليَّ وأرهقني.
هي : انتظر لأن هاتفي يرن ..... وبعد محادثة طويلة كعادتها؛
هو: ينادي على الصبر ليسعفه  حتى  تُنهي مُكالمتها.
هي مستنكرة استعجاله : ماذا بك هل قمت بالمحادثة حتى انقضى الدهر هي مجرد ساعة ونصف فقط!.
هو : الوقت عندك ليس له حدود ما دُمّتِ على هاتفكِ.
هي شاردةً في التفكير : دعني أقوم بمعالجة همي الذي حلَّ بي بعد المكالمة.
هو مذعورًا : ماذا هناك ؟ هل أخبركِ أحدٌ بموت قريبٍ لنا ؟.
هي: لا بل صديقتي التي حدثتني دعتني لحضور حفل عيد ميلادها غداً.
هو متعجبًا : وماذا في ذلك من همٍّ؟ هذا كلامٌ مُهمَلٌ أصلاً.
هي رافعةً حاجبها : كيف لها أن تدعوني بعدما دعت الجميع وتجعلني آخرهم، وقد قرُب وقت الحفل لابد وأنها تريد إرباكي حتى لا أتجهزُ جيدًا لأنها تغار مني .
هو رافعًا رأسه إلى السماء: يا رب البرايا قد نفد صبري فارحمني .
هي وما زالت رافعةً حاجبها في حزمٍ شديد: سأعود إلى مكان الاستحمام واتجهز جيدًا لأُغيظها غدا .
هو في بأسٍ شديد : ألا ترين أنني أُحارب وحيدًا في هذا الاتجاه؟
هي: أوما ترى شعري المُبَلل أجعد ؟ّ!



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع
    xxx -->