القائمة الرئيسية

الصفحات

أَزُورُ البحرَ أَسْأَلُه


أَزُورُ البحرَ  أَسْأَلُه



أَزُورُ البحرَ أَسْأَلُه

 أَيَا ذا البحرُ أَشْكِيكَ؟! 


أَلَسْتُ كُلَّما أجدُ

 همومَ القلبِ آتيكَ؟ 


وأَشكُو البَثَّ والألمَ

جبالًا أُلقِها فيكَ


فكيف تسيرُ أعلامٌ

وتجري بين شاطيكَ؟ 


و يَسْري الماءُ في عَجَلٍ

كأَنَّ البثَّ يُنْشِيكَ! 


كأَنَّ الدَّمعَ في عيني

يَجيئ إليك يسقيكَ


أجابَ البحرُ يا خِلُّ

بذي الأعلامِ أُسْرِيكَ


وأَغسِلُ ذي الهمومَ بأَنْ

خريرَ الماء أُهديكَ


وأسمع ما تقولُ ولنْ

أُذيعَ السِرَّ أُؤذيكَ


فإنَّ السِرَّ لا يطفو

ولمْ يظهرْ لشانيكَ


وأمَّا عن شعوري بكَ

فحالُ الموجِ يكفيكَ


فيهدأُ عندما تنظر

ويزأرُ في تَوَلِّيكَ


أتدري خِلِّي ما يُؤلم؟ 

غروبُ الشمس يأتيكَ


فتَنْوي العَوْدَ، تتركني

تعودُ البيتَ يأويكَ


طريقَ البيتِ لو أعلم

شققتُ الأرضَ آتيكَ

#خواطري 

المفردات :

ذا = هذا
البثَّ = الحزن الشديد
أعلامٌ = كناية عن السفن والمراكب
شاطيكَ = شاطئيك وحذفت الهمزة للتخفيف ومناسبة الوزن
ينشيك = يجعلك تنتشي وتفرح
أُسريك = أُسَرِّي عنك 
خرير الماء = صوت الماء عند تحركه
لشانيك = لشانئك = لعدوك

الشرح:

لي صديقٌ عزيز على قلبي كلما شعر بالضيق والحزن ذهب إلى البحر وجلس أمامه فترة وغالبا يكون ذلك عصرًا، للأسف يمرُّ صديقي في تلك الفترة بصعوبات متتالية - نسأل الله العلي العظيم له التيسير والفرح والفرج القريب-. 
كتبتُ هذه الخاطرة له خصيصا، كأنها حوارٌ بين صديقي وبين البحر يقول صديقي: أزور اليوم البحر كعادتي ولكن اليوم جئتُ لأسأله وأُعاتبه أيا هذا البحر هل أشتكي للقاضي منك؟ ويبرر سبب شكواه تلك فيقول له أوليس كلما وجدتُ ضيقا وكربا وهما بالقلب آتي إليك وأقص عليك الخبر وأرمي همومي التي كالجبال فيك، فكيف مع كثرتها وعظم ثقلها على كِلانا إلا أنني أرى أنك ما زلت تحمل السفن كالجبال المتحركة وأن ماءك ما زال يجري سريعا وكأنما تنتشي من مأساتي وهمومي فتنشط وتتحرك وتهتز فيك الأمواج، وهذا والله أمرٌ عجيب، وكأن الدموع التي تنزل من عيني تأتيك لتزيد ماءك وتملأ ما بين شاطئيك! 
فأجاب البحر قائلا له : يا خليلي أنا أحمل تلك السفن حتى تسرِّي عن نفسك برؤيتها، وأُحرِّك الماء سريعًا ليُحدث خريرا أهاديك به لتطمئن وتهدأ، وإني أستمع دوما لشكواك وبثَّك وأعدك أنني أبدا لن أذيع سرك ولن أؤذيك، وأن سرك لن يطفو على سطحي ولن يظهر لعدوك ولو غاص في أعماقي، وأما عن إحساسي تجاهك واتهامك لي بأني لا أهتم بك فيكفي للإجابة على هذا معرفة حال موجي حيث إنه يهدأ إن رأك تنظر إليه، ويصير كالأسد الثائر حين تتولى عنه. 
ثم يتسائل البحر هل تدري يا خليلي ماذا يؤلم أكثر من جبال حزنك؟ 
ويجيب : حال غروب الشمس حيث يأتي إليك فتنوي العودة إلى بيتك وتتركني، وودت لو أني أعلم مكان بيتك فأشق الأرض شقاً فآتي إليك و آنس بك. 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

8 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->