القائمة الرئيسية

الصفحات

شاطئ الرحيل (6)

تلك المرَّة كان صاحبنا كالعادة يسيرُ في طريقه المعتاد إلى درس الفيزياء، حاملًا مُذَكِّرته وكراسه وقلمه، وحاملاً معهم التفكير الدائم في ما يستجد له من أمورٍ في رأسه المُثقَلةِ وكأنها بلغتْ من الوزن طنًا، ناظرًا إلى الأرض وكأنما يعُدُّ خطواته بل كأنما يعدُ ذرات التراب التي يسير عليها فكلٌّ منها يُقرِّبه إلى "شاطئ الرحيل"، وعلى حين فجأة وجد صوتاً يجذبه جذبًا أنْ ارفع رأسكَ بُرهةً وانظر؛


* ماذا هناك إلامَ أنظر؟ 


- انظر أمامك مباشرةً! 


* ما هذا؟


- إنها أمِّي. 


* نعم حقًا هي هي ومعها الماشية، ولكن ما بها؟ لِمَ تسيرُ هكذا؟! 😲


.... كانت الأمُّ المُتحاملة على نفسها تسير متشبثةً بأحد حماريها المحملين بالحمولة من التراب المطلوب لتنظيف الحظيرة وتمهيدها، وكانت الأم تبدو كأنها لا تحرك قدميها بل تَجُرُّهما جَرًّا خلفها، وكأنهما يخطان الأرض خطًّا، و كان يبدو علي وجهها الإعياءُ الشديد، هنا قد تسارعت ضربات قلبه وكأنَّ قلبه يَعْدُو عَدْوَ مَن فرَّ من أسدٍ جائعٍ يُلاحقه من الخلف ، وكأنَّ قلبه يتسابقُ مع اللحظات من الزمان ليصل إلى أمِّه فينظرَ ما أصابها ....


* ما بها؟ 😳


- لا أدري.! لنذهب ونرى. 


.... رأتْه الأمُّ الحنون من بعيد فأجمعتْ ما تبقى من قواها لتتمكن من رفع يدها مُشيرةً إليه بحزمٍ أنْ استمر في طريقكَ ولا تلتفتْ إليّ،..... 


تقاربا فسأل:


* ماذا حدث لكِ؟؟ 


$ أشارت الأم إليه أن لا شئ، اذهب واستمر في طريقك.


* ماذا هناك ؟ فليُجيبني أحد 🥺😢


- لا أدري! ولكنها تريد منك الذهاب. 


* كيف أفعلُ ذلك؟ 


- تذكر العهد الذي قطعته على نفسك. 


* لكن...... 


- هششششش هيا احضر الدرس ثم عُدْ لنطمئن. 


..... يقوم الأستاذ بالشرح ثم يكتبُ مسألةً ليقوم الطلاب بتطبيق ما فهموه في حلها...


- ما رأيكَ في هذه المسألة؟ 


* لا أدري ما أصابها؟ 


- ماذا؟! 🙄 أسألك عن المسألة! 


* المعطيات.... ماذا عن المُعطيات؟ 


- حسنًا المُعطيات مكتوبة على السبورة. 


* كانت تضع يدها على موضع قلبها، هل هناك شئٌ حدث بالقلب؟! 😰


- المسألة...!! 


* حسنًا حسنا، لنقم بضرب طرفي المعادلة في.... هل ضربها أحدٌ على هذا الموضع؟ 


- ماذا؟! ؟🙄 


* حسنًا حسنا، تقول المسألة كانت المركبةُ تسير بسرعة....... لِمَ لَمْ تركب أحد الحمارين كالعادة؟


- آآآهٍ آآآه 😤


* حُلِّي أنتِ تلك المسألة.


- ماذاااا ؟! حسنا لنعد إلى البيت. 


..... انتهت حصة الدرس وعاد مُسرعًا، وعلى غير العادة كان ينظر في وجوه المارة والجالسين في الطرقات وكأنه يلتمسُ منهم خبرَ ما حدث ولكن لم يأته ما يُريح قلبه حتى وصل إلى الشارع الذي يسكن فيه ......


- انظر! 


* ماذا؟🙄 


(يُتبع بإذن الله) 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  1. حفظ الله الوالدة وألبسها ثياب الصحة والعافية.

    ردحذف
  2. جزاها الله عنكم خير الجزاء والبسها لباس الصحة والعافية والستر
    جعلك الله من البارين يا دكتور

    ردحذف
    الردود
    1. آمين آمين آمين
      جزيتم الفردوس 🌹

      حذف

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->