عتابُ الخليل
و يَرْمقني بطرف القلب
يقول لماذا لَم تَوْفِ؟
أَطالَ العهدُ أَمْ مِلْتَ
لغير الخِلِّ، تستجفي؟
وإن تجفو فهل تنسىٰ
جَوَىٰ الكلماتِ والحرفِ؟
أَمَا استوحشتَ أيَّامًا
بها الأمطارُ في الصيفِ!؟
بها بَرْدًا وقسوتَه
حرارةُ عهدِنا تنفي
بها للرَّبْعِ ألوانٌ
تفُوق القزح في الوصفِ
بها صوتٌ لأقلامٍ
كصيحةِ ضيغَمٍ يُدْفي
بها نصرٌ لكلماتٍ
تُقاتل حاملَ السيفِ
بها سَطَّرْتَ أحلامي
جميلَ النحوِ والصرفِ
فما أجفاكَ يا خِلِّي؟
أَجِب لا تخشَ من ضعفي
أَجِبْ، أَنقذني مِن حَرْقٍ
بنار الصمت مِن جَوْفي
.
.
#خواطري
المفردات:
تستجفي = تطلب جفاءا
جَوَىٰ = اشتياق وتلهف
الربع = الربيع
القزح = قوس قزح
ضيغم = أسد
يدفي = يجهز على فريسته
أجفاك= أبعدك
الشرح:
هنا كأن قلب الخليل أصبح عينًا ترمق خليله معاتبًا له ويسأله لماذا لم يوفِ بعهده له؟ هل بسبب طول الوقت والعهد؟ أم بسبب وجود خليل آخر لذا كان الجفاء؟
ثم إن كان كذلك فهل نسيت اشتياق الكلمات والحروف للقائنا؟
ألم تشعر بوحشة لتلك الأيام التي كان صيفها شديد الحرارة على الناس وكان عند لقائنا مطرا!؟
وفي الشتاء كان البرد عليهم شديدًا وقاسيا، ولكن كانت حرارة عهدنا تنفي تلك الصفات عنه!، و الربيع كانت تزهو ألوانه زهوًا يفوق ألوان قوس قزح!.
تلك الأيام جميعا كانت فيها أصوات الأقلام عند كتابة رسائلنا تفوق صوت الأسد عند الإجهاز على فريسته، وكانت كلماتنا تنتصر على المحاربين الأقوياء حاملي السيوف! بتلك الكلمات والأقلام قد سطرت أحلامي بجميل كلمات النحو والصرف، فما الذي أبعدك عني يا خليلي؟ أريد إجابتك ولا تخاف عليَّ من ضعفي أمام ما ستقول، أجبني وأنقذ روحي من الاحتراق الذي يخرج من جوفي بسبب نار الصمت.
🕊
ردحذف🕊️
ردحذفما الذي أجفاك يا خلِّي؟
ردحذففما أجفاك لمراعاة الوزن، وربما تُتبع بخاطرة فيها الرد على تلك الخاطرة
حذفأين تابعتها؟
ردحذفألم يأتِ أوانها؟