القائمة الرئيسية

الصفحات

شاطئ الرحيل (9)



تمرُّ الأيام ثقيلة علىٰ صدر صديقنا، فهو تارة يستطيع المذاكراة، وتارات أخرىٰ لا يستطيع ويشعر كثيرًا باستنزاف قواه إلىٰ المدىٰ الذي يجعله لا يقوىٰ علىٰ النهوض من مكانه، كثيرًا ما يغلبه النعاس، وكثيرًا ما يزوره الإحباط، فإن نشط بعض الشيء انقطعت الكهرباء!، وإن أضاء مصباح الإنارة الزجاجي (الكلوب) انكسرت زجاجته أو سقط فتيله (الرتينة) أو نفذ الكيروسين منه! 


ـ ماذا ستفعل؟


* لا أدري!، ربما سأنام الآن وأبدأ في الصباح.


ـ أيُّ صباحٍ تقصد؟!


* إلىٰ ماذا ترمين سهمكِ؟


- إلىٰ كسلك يا صغير الدببة! فهذا الصباح الذي ذكرت لم يأتِ من قبل، وفي كل مرة تقول ذلك.


* ليس كسلًا يا كبيرة النعاج!


- كبيرة النعاج! ولكني لستُ مثلك أهرب وأُراوغ.


* لا أهرب، ولكني بالفعل مُنهك، ظهري يؤلمني بشدة، وعيناي تكاد جفونها تسقط رغمًا عني كلما هممت بالمذاكرة، وكذلك الصداع الشديد الذي يضرب رأسي وكأنه لصٌّ تم القبض عليه في المولد!.


- هذا كله هراء، وهروب يا صغير الدببة! 😛🤪


* احفظي لسانكِ وإلا ...  


- إلا ماذا؟! ... هاه ... إلا ماذا يا هَشْ؟


* حسنا يبدو أنكِ تريدين العنف، إليكِ ما تريدين يا كبيرة النعاج.


- لن تستطيع فعل شئ يا بدين 🤪


* إذًا فلتتحملي ما سأفعل ...


# يا بُ نَيْ، يا بُ نَيْ 


* هل سمعتِ هذا الصوت؟


- نعم هذا صوت والدتك


* نعم يا أمي، آتيكِ حاليًا


... يفتح باب الشقة حيث كانوا قد هيَّئوا له مكتبًا للمذاكرة، وتركوه فيها بمفرده حتىٰ لا تشغله المشاغل بالبيت، وبعدما فتح الباب وجد والدته جالسة على إحدىٰ درجات الدَّرَج، تكافح لتأخذ بعض الأنفاس، وفي يدها كوبًا من العصير أتت به إليه.


* لماذا أتعبتِ نفسكِ يا أماه؟


# لا تعـ ب يا بُـ نَيْ، أعا نك الله 


... أخذ منها الكوب وأشارت إليه ليعاود مذاكرته.


- إذًا بعدما رأيت حالها ماذا كنتَ تقول؟!


* كنت أقول أني دبٌّ كسول 😔😔😓


- لا عليك، لنعاود ونحاول، استعن بالله ولا تعجز


* ونعم بالله وليًّا، ولكن حقًّا لا أدري ما بي!


- لنحاول الآن، وغدًا نذهب لزيارة الطبيب


* حسنًا، توكلنا على الله.

أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع
    xxx -->