حروفٌ ورُكام
مقدمة
في زحمة الحروف، حيث تتنازع الأصوات على البقاء،
تُولد الحيرةُ من رحم اللغة،
وتتشظّى المعاني بين صدقٍ يئنّ وكذبٍ يتزيّنُ بالسلام.
كم من خليلٍ ظننّاه نُورًا، فإذا به جرحٌ يُضيءُ ليكشفَ ظلامه!
وكم من نداءٍ صدحَ من القلب، فلم يسمعه إلا الصدى العائد من الفراغ!
هنا…
ينكسر الحرف، ويتيه الكلام،
وتغدو الخيانةُ فعلًا ناطقًا باسم الصمت.
وهكذا، لم يكن الفقدُ سوى درسٍ في الإنصات لما لم يُقَلْ.
الخاطرة
وبَيْنَ الحُروفِ، وَبَيْنَ الكَلامْ
حُروبٌ تَدورُ، وَيَبقى الرُّكامْ
فَذا نالَ فَوزًا، وذاك انهِزامْ
ونالَتْ بَواطنُ عَقلِي الحُطامْ
يسـيرُ الكـلامُ بـلا وجهـةٍ
وهل تائهٌ دونَ هادٍ يُلامْ؟
فَفعلُ الخليلِ لهُ صَدمَةٌ
تُثيرُ الأُمورَ، ويُمحَى الزِّمامْ
فَقَدْ فَرَّقَ الفِعلُ حَرفَ النِّدا،
وسَمْعَ الخَليلُ، وسَمْعَ الأنامْ
يَزورُ الفُؤادَ عَلىٰ غَفلَةٍ،
ويَعبَثُ بالنبضِ دونَ انتِظامْ!
أتانِي إذا ما جَفَوا حَولَهُ،
ويَهجُرُ إنْ زارَهُ الاهتِمامْ!
فَهَل كانَ حَقًّا يُريدُ السَّلامْ؟
أَمَا أنّهُ خَطَّطَ الانتِقامْ؟
يَغيبُ اللّيالي، ولا يَنجَلي
ويَقسِمُ أنْ قَدْ جفاهُ المَنامْ
قَريرُ العيونِ، هَنيئًا يَنامْ،
ويَزعُمُ أنّ السُّهادَ استِدامْ
له ألفُ عُذرٍ إذا ما اختفى،
وليسَ لأعذارِهِ مِن خِتامْ
.
#خواطري

تعليقات
إرسال تعليق