القائمة الرئيسية

الصفحات

السَكَنْ.... النهاية!


 السَكَنْ




ولعلها تأتي النهاية .... وأكونُ في قبرٍ قريبْ


فلا جفاءٌ ولا شقاءٌ ..... ولا من الهجر أَشيبْ


ولا انتظارٌ لقلبي نارٌ ..... ولا شعاعٌ ولا لهيبْ


ولا اشتكاءٌ من غيابٍ ..... ولا بكاءٌ ولا نَحيبْ


ولا قيودٌ سلسلتني  ..... ولا جدارٌ ولا قَضيبْ


بل إنِّي حرٌ مُسرعٌ  .....اختارُ ذا القبرَ الرحيبْ


لا تحسبنَّ تشاؤمًا  ...... آتيه خوفًا يا لبيبْ


بل إن نبضي تفاؤلٌ  .... والروح بالفرح تطيبْ


ليس القبورُ كما تظن  ..... بل أنت في شكٍّ مريبْ


إنَّ القبورَ - بمقصدي- .....  سكنٌ و وُدٌ لا يغيبْ



#خواطري

وجده صديقٌ عزيزٌ له وكان في حالة شرودٍ في الذهن، فسأله مقاطعًا شرود ذهنه ماذا شغل بالك من الأمور؟ وإلى ما ترجو أن تصل بفكرك له؟ 
فأجابه أن تفكيره قد وصل إلى نهاية المطاف في هذا الأمر وأن خاطره تمنى أن تأتي النهاية التي رسمها وتمناها، وهنا نراه قد شبَّه السكن والوُد الذي يرغب بهما كأنها مثل القبر ووجه الشبه هنا جاء نظرًا للهدوء الشديد الذي تلقاه الروح في كليهما والسكون الذي يكون أقرب للتمام من أي مكان خلافهما، فكما أن تلك القبور هادئةٌ جدًا كما تبدو لأعين الناظرين لها فأيضًا هذة الروح تهدأ وتسكن هدوءًا تامًا وسكونًا كاملا عند لقاء خليلها وحبيبها الذي ترغب في القرب منه والأُنس به.
وهنا تعجب صديقه من هذا التشبيه والذي قد بدأ في بادئ الأمر وكأن اليأس قد تمكن منه فتمنى الموت وسكنة القبر يأسًا وفتورا، ولكن تابع الاستماع له لعل تفسيراً يأتيه. 
وأردف خاطره متفكرًا قائلاً لعلَّه أيضًا قد تعمد قصدُ ذكر تلك الكلمات التي في ظاهرها الحزن والتشاؤم، وفي باطنها الفرح والتفاؤل من باب أنَّ الضد يبرز المعنى ويُوضِّحه ويقويه.
فقد كتب تلك الكلمات في هذة الخاطرة بعدما مرَّ بتجاربٍ عديدة وأتى ذلك بعد شعوره بقسوة تلك الحياة التى عاش أيامها وأحداثها وبعد إدراكه لمرارتها مما جعله يتمنى أن تأتي نهاية كل هذا كما رسمها في ذهنه ويستقر فؤاده ويهدأ ويسكن إلى الروح التي يألفها ويُحبها، فعند هذةالروح لا يوجد هناك جفاء ولا قسوة ويختفي عند رؤيتها ومجالستها الشقاء والتعب ويتوقف عند مؤانستها الشيب المشتعل في روحه قبل رأسه والذي يحدث له نتيجة الهجر منها والبعد عنها؛ ولكن باللقاء بها يذهب شقاء الانتظار الذي يوقد اللهيب في القلب فيُحرقه في دار العذاب، ويتوقف حين لقياها البكاء من الغياب، ويتوقف النحيب حيث أن القيود التي أجبرته على البعد قد كُسرت وسجن الحياة قد أفرج عنه للحظات يلقى فيها حبيبته، قد يظن القارئ أنني متشائم! لكن في الحقيقة هذا في قمة التفاؤل، فأنا أحب أن أركن إلى روحي التي ليست بين جنبي، وهدوءًا يُشبه هدوءَ القبر مع اتساعه وراحته. 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

12 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. خواطرك رائعة وشرحك لها يزيدها روعة وجمالا.��

    ردحذف
    الردود
    1. شكرًا جزيلًا لك 🌹
      مروركم الأروع

      حذف
  2. كم انت مبدع والله، اعجابي في ابداعك يتعدى عنان السماء ��

    ردحذف
  3. جميلة جدا.

    ردحذف
  4. ليتني أستطيع أن أركن إلى الروح التي أحبها وأشتاق إليها .....

    ردحذف
  5. فيحرقه في ( ؟ ) العذاب...

    ردحذف
    الردود
    1. خطأ كتابي .... تم التصحيح .... شكراً جزيلاً لكم 🕊️🌹

      حذف
  6. جميلة جدا والبلوت تويست حلوة ♥️

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً جزيلاً لكرم ذوقكم 🕊️🌹

      حذف

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->