القائمة الرئيسية

الصفحات

جِلْوازُ قلبي

 جِلْوازُ قلبي



جِلْوازُ قلبيَ قد أناخ بعيرَه
تركَ السلاحَ وأعلن استسلاما


ترك المداخلَ والمخارجَ للذي 

هزم الجيوشَ وقد فَرَى الآطاما


قد كنتُ أبنيها سلامًا من هوى
أَخشاهُ من بِدْءٍ لِأَتَّقِيهِ غَرَاما


يا وَيْحَ من ترك القلوبَ بلا حمَى

فَيَذُوقَ من مِثْلِ الَّذي أَرْدانا


أَأَبِيتُ أَسْرًا في هَوَى محبوبةٍ

وأنا المهالكَ خُضْتُها مِقْداما؟!


يا ذُلَّ مَن ترك الفؤادَ صحيفةً

و حَبَا الخليلَ ضُلُوعَه أقلاما


فأذاقَنِي حُلُوَ المرارةِ علْقَما

ملأ الكؤوس بِوَجْنَتَيْ فِدَامَا


خَلِّ الصحيفةَ يا خليلُ سليمةً

و كفاك سَطَرَ مرارةٍ أسقاما


دعْ عنكَ حُبَّكَ رُؤيتي مُتألِما

أَفَمَا لجرحكَ ميتٍ إيلاما؟!


للهِ دَرُّك يا فُؤادُ فإنني 

خِلْتُ الجلاوزةَ - الغَدُورَ- كِراما


يا وَيْحَ قلبي ظَنَنْتُه نِحْرِيرا

يَرى السراب و يُبْصِرَ الأوهاما


#خواطري

المفردات:

جِلْواز = مفرد جلاوزة وهم أفراد الشُّرطة
فَرَى = حطَّم
الآطام = جمع أُطْم وهو الحِصن المنيع
وجنتي = ما علا من الخد
فِدَام = 
ما يوضع على الفم سِدَادًا له

الغدور = الغادرون

نحريرا = فطينًا عاقلا

الشرح:

لعلمه من تجارب السابقين بما قد يناله إن ترك قلبه يسير في نفس المسار، ويطرق نفس الأبواب، ويدخل من نفس المداخل والأزقة، قرر ألا يفعل مثلهم أبدا ولكن؛ 

بعد أن بنى حول قلبه حصونًا رصينة وخزانات متينة، وقام بتعيين حراسات شديدة من أقوى وأمهر أفراد جهاز الشرطة على قلبه حفاظًا له واطمئن لما فعل وهدأ بما تمَّ، إذ حدث ما لم يتوقعه فقد خانه ذلك الشرطي المنوط به تولي حماية قلبه فباع قلبه وأمانته وترك سلاحه وأعلن استسلامه للأعداء المتربصين بالقلب من الحب والهوي والعشق والهيام والغرام!

وأيضا قد ترك كلَّ مداخل القلب ومخارجه لهم وفي أيديهم وتحت تحكمهم وتصرفهم فأصبح القلب مستباحًا لهم، فقاموا بهدم الحصون حصنًا حصنًا وقاموا بدكِّها دكًّا دكا؛

يقول عن ذلك: تلك الحصون التي كنتُ قد بنيتها خوفًا من بدء هذا الهوى حتى لا يُغرقني ويغشاني ويتحكم في كياني وشأني، فإني كنت على علمٍ بهلاك من يترك قلبه دون حماية مشددة ورقابة لصيقة؛

أَبَعْدَ كل هذا الحرص وهذه الترتيبات والتجهيزات أبيتُ أسيرًا في ذلك الهوى الذي ما برحت أهزمه وأتقيه! ؟وأنا مَن أنا، فأنا المِقدام في هزم المهالك وقهرها؟! كيف يحدث كل هذا؟

يا ويح قلبي ويا هوان من يصير قلبه كالصحيفة وضلوعُه أقلاما في يد محبوبه، فسيكتب المحبوب ما شاء على هذا القلب، فلقد كتب على قلبي أن أشرب المرارة في أفضل أوقاتها علقما! وملأ الكؤوس عن آخرها وجعلها متعلقةً في وجنتي سِدادةً للفم؛

دع حبك رؤيتي متألما جانبا، فإني وإن كنتُ ميتا إلا أنني أشعر بإيلامك لي أفلا يكفيك قتلي!

قد كنت أظن الجلاوزة كرامًا، لكنهم غدروا بي وبقلبي الذي كنتُ أظنه عاقلا حكيما يستطيع التمييز بين الكريم الأمين والغادر!

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

7 تعليقات
إرسال تعليق
  1. أعجبتني حقًا��..، ولكن لي تعقيب:
    كيف لمن يُحب أن يكتب شرب المرارة والعلقم لمن أَحبّ؟ وكيف تلوم جلواذ قلبك وتصفه بالغادر، أليس العدو هو المكرِه المُبغِض، وليس المُحب العاشق المُتيم، فهو فتح الباب لمُحب قلبك وليس لعدوك...

    ردحذف
    الردود
    1. حسنًا..... حسب تفكير العقل في هذا الوقت كان صاحبنا يتخذ مبدءًا صارما " لا للحب" وذلك لِما رأى من أعاجيب قصص الحب لمن حوله، لذا كان اتفاقه مع الجلاوزة أن يحموه منه، ولَمّا خالفوا ما اتفقوا عليه اعتبر ذلك خيانةً منهم

      حذف
    2. أمَّا مرارة العلقم، فلا يخلو الحب من منغصات وعراقيل والتي هي أشد على القلب من غيرها من المنغصات (فحسنات الأبرار، سيئات المقربين )
      .
      ثم أنه من موقف مُعادٍ للحب تحول إلى أسيرٍ له
      أسير بعد ما كان ملِكًا للقلب وهذا فيه أيضا مرارة على نوعية نفس صاحبنا في الخاطرة

      حذف
  2. جلواز قلبى...

    ردحذف
  3. الشرح مكرر في بداية الصفحة

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->