القائمة الرئيسية

الصفحات

يصحبُني الليل إلى سفري

 يصحبُني الليل



يصحبُني الليل إلى سفري

 ويعود بزادي وراحلتي


ويسوقُ القمرَ فيبعده

 ويُنَحِّي نجوما تتبعني


فأسير وحيدا في دربي 

أتحسسُ خُطْوي بالقدمِ


بهدوءٍ أنقلُ مُثقِّلتي 

فتجيءُ الذكرى وتدفعني


بظلامٍ بات يحاصرني

 وصديقِيَ لم يَكُ يسمعني


أقبل يا صاحِ ولا تحنث

 بيمينكَ وابقَ إلى أبدِ


فصباحك يأتي وينقذني

 ويجدد في القلب الأملِ


وتدور دوائر دنيانا 

ويمُرُّ اليومُ على عَجَلِ


وأعود فأُنْشِدُها وحدي 

يصحبُني الليلُ إلى سفري


.

#خواطري 

الشرح:


وكل يومٍ حينما يجنُّ الليلُ  ويختفي ضوء النهار تبدأُ رحلتي مع الليل فنسافر سويًا في رحلة متكررة ومملة من تحليل الأحداث التي حدثت أو مضت في هذا النهار البائد وتبدأ رحلة البحث عن الحلول المُثلى لتلك العوائق والأخطاء التي ربما يُحدثها القلبُ لنفسه أو لغيره بقصدٍ أو بدون قصد، وأيضاً تلك الأحداث التي ربما يُحدثها اللسانُ أو الأخطاء التي يُحدثها كليهما معاً، ولكن هاهنا سُرعان ما يحدث الأمر العجيب المتكرر من الليل! حيث يتركني صاحبي أسير وحدي في هذا السفر "الليل" وذلك بعد أن أخذ مني كل الزاد الذي اتقوَى به في هذه الرحلة والراحلة التي تحملني وتحمل عني أثقال السفر في رحلتي هذة ويعود الليل ليتركني في هذا التيه بلا صُحبة وبلا دليل، وليس هذا فحَسبْ الذي يحدث منه ولكنه أيضا يسوقُ القمرَ معه أيضاً  ويبعده عن السير في طريقي ليشتد الظلام حولي أكثر وأكثر ثم يزيد الأمر بأن يُنحِّي عن طريقي النجوم التي في السماء جانباً أيضا!، وفي تلك الحالة أسيرُ وحيدًا في ظلمةٍ شديدة حالكة السواد أتحسسُ خُطايا بحذرٍ شديد فأكون كمن فقد بصره وأفعل ذلك لربما وصلتُ إلى حيث أبتغي من ذلك السفر وتلك الرحلة، وما أن يكاد ينتظم السيرُ على تلك الحال إلا وتأتى أيضاً بعض الذكريات التي ما أكاد أهرب من طوقها التي أحكمته حول رقبتي فتدفعني من ظهري دفع من ينتقم من سائرٍ يسير على الأشواك بحذر ليتجنبها فتختلف خطواتي ويتوه طريقي مني وأتلاطم في غيابات الظلمة الحالكة، حينها أُحاول أن أجد منقذاً فأنادي بأعلى صوتٍ لي على صديقي الذي أقصُّ عليه قَصصي دومًا ويأخذ بيدي ويَرْبت عليها ويُسلِّيَ طريق رحلتي الواعر، ولكن واحسرتاه على ما أفعل فإن الصديق يبدو أنه مشغولٌ بشئٍ آخر عني ولم يكن يسمع صوت ندائي البتة😔


رسالتي التي أبعث بها إليك يا صديقي العزيز: أقبل إليّ بوجهك ووفِّ بعهدك إليَّ ويمينك الذي قطعتَ على نفسك سابقًا أن تبقى بجانبي أبدًا ما حيينا، 

ولتعلم يا صديقي أنه قد كان صباحك يأتيني يُنقذني من هذا التيه وتلك الحيرة ويُجدد لي الأمل فيما بقي من طريق رحلتي المُرهق؛


ولكن تدور رحى الساعات على عَجَلٍ ويمرُّ اليوم مُسرِعًا لتبدء الدائرة من جديد وأعود لأنشد خاطرتي " يصحبُني الليل إلى سفري..." 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

18 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. يا سلااااام ����

    ردحذف
  2. كم استمتعت بسحر حروفك التي ليس لها مثيل،🌹
    انت مبدع.

    ردحذف
  3. شكرًا جزيلًا لك 🌹

    ردحذف
  4. والله الواحد ماعارف يقول إيه

    ردحذف
  5. مهما يُقال لا يَفى

    ردحذف
  6. أنا معكَ دائمًا يا صديقي.

    ردحذف
    الردود
    1. أنا أعلم يا صديقي، لا تقلق ليس الأمر كما يبدو

      حذف
  7. الأماكن .. لا تساوي شيئًا و هي خالية ممن نحب
    و الحنين هو إحساسنا الدافىء بالشوق إلى إنسانٍ ما
    إلى مكان ما ... إلى شعور ما ... إلى حلم ما
    إلى أشياء تلاشت و أختفت
    و لكن عطرها ... مازال يملأ ذاكـرتنـا
    أشياء نتمنى أن تعود إلينا و أن نعود إليها
    في محاولة بائسة منا لإعادة لحظات جميلة
    و زمان رائع أدار ظهرهُ لنا و رحل كالحلم الهادئ
    فإذا .... كان النسيان قافلة تَـسـيـر..
    فالحنين ... قاطع طريق.

    ردحذف
  8. ويأخذ بيدي و(يربت) عليها...

    ردحذف
  9. أبدًا ما حيينا......

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->