القائمة الرئيسية

الصفحات

عـجـيـبٌ أيُّها الـ....


 عـجـيـبٌ!


عَجِيبٌ أيُّها الأمرُ عجيبُ...

 تُنادي كُلَّ من يأبى تُصيبُ


وتأتي إنْ تولىٰ الصحبُ عنَّا..

 وترحل إذْ جوارحُنا تجيبُ


تُنافِي منطقَ العقلِ وتأبَى... .

 رحيلًا حتَّى ذو العقلِ يخيبُ


وتجعلُ ذا العجوزَ القلبِ شابًا

 وبالوِلدانِ تجعله يشيبُ


وتجعلُ يانعَ الأزهارِ قفرا... 

وتُزْهِرُ قفرَه عطرًا يطيبُ


وتنظرُ إذ بنى المغبونُ سدّا....

يُجافي الجنبَ عن أمرٍ يُريبُ


وترقُبُ وقت حين يَقِرُّ عينا...

فترسلُ نحوه قِطْرًا يُذيبُ


وتُسقِمُ قلب قومٍ قد أصحُّوا..

 يُحاول بُرْأَهُم عَجْزًا طبيبُ


عجيبَ الأمرِ رُحماكَ فإنَّا...

 وأَيْمُ الله في أمرٍ يُشيبُ

#خواطري 


يتعجبُ الكاتبُ أشدَّ العجب  من ذلك "الأمر العجيب" حيث أن هذا الأمر العجيب يُصِرَّ أشدَّ الإصرار أن يُصيبَ كلَّ من يأبى الإصابة به  ويُحاول بكل ما أُوتي من قوة أن يظفر  البعدَ عنه والهروب من براثن ذلك الأمر العجيب، ولكن من ما يُزيد من عجيب هذا الأمرِ أنه يأتي إلى القلوب فيُصيبها ويغزوها بقوة في حال ما يكون الأحباب في بُعد عنّا وهروبٍ منا، وفي حالة ما إذ أتى الأحبابُ إلينا وزاروا قلوبنا، واستجابت كل الجوارحِ  لحضورهم وزيارتهم يرحل هو عن تلك القلوب!

عجيبٌ هذا الأمر دائما في اختيار توقيتاته وقراراته فهو يُصِرُّ أن يُخالف كل ما يُقرره ويرسمه العقل حتى أن هذا الأمر يُصيب صاحب العقل الراجح ولا ينفك عنه ولا يتركه حتى يجعل العقل يخيب ويميل عن طريقه ويتبعه دون إرادة ولا تحكم  فيما لا يُحمد عقباه.

وأيضًا من شديد عجيب أمره "ذلك الأمر" أنه يدخل مقتحماً على قلب الشخص الذي قد شاب قلبه في الهوى مما رأى من مجريات تلك الحياة التي لا تهنأ لأحدٍ فيجعل –ذلك الأمر العجيب- قلب ذلك الشخص وقد بدا شابًا يافعًا من بهجته وسعادته، ولكنه أيضًا لعجيب أمره يدخل على ذلك القلب الشاب الحيوي النشيط الذي من حيويته ونشاطه يبدو كالولدان والغلمان فيجعله –ويا أسفاه-  يشيب من همِّه وكدره وغمِّه!!

وأيضاً تراه حين يدخل على قلبٍ مزهر كالربيع فيجعله قاحلًا خاويًا على عرشه، وتراه حين يدخل على ذلك القلب ذي القحل الشديد وكأنه لم ولن يزهر أبدا فيجعله زاهرًا عطرًا يانعاً!!

وينتظر انتظار الذئب المراقب لفريسته، ويتحين الفرصة للإنقضاض، فإن أفاق المغبون في هذا الأمر العجيب من غيبوبته وقام وقد بنى بينه وبين ذلك الأمر العجيب سدًا منيعًا ليرتاح من همِّه وثِقَلِ أمره، وحتى تقر عينه فيرسل هذا الأمر العجيب على ذلكم المغبون فيه نُحاسًا مُذابًا فيذيب ذلك السد الذي قد بناه مسبقاً ويُسقطه دكًّا دكَّا.

فندائي لك يا أيُّها "الأمر" العجيب هلا جعلت حالك رفقًا بنا وهوناً علينا فإنا والله لا نقوى على هذا الأمر الذي يُشيب الرأس والقلب.
.
.
هل عرفت أيُّها القارئ ما هو "الأمر" العجيب ؟


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

5 تعليقات
إرسال تعليق
  1. الدنيا
    أليس كذلك؟

    ردحذف
    الردود
    1. وإن كان الكثير من الأبيات يمكن أن يُشير إلى ذلك إلا أن المقصود غير ذلك

      حذف
  2. أم هو " الحب " ؟

    ردحذف
  3. انه الحب عابر الحدود والأفق

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->