ضَجَرُ القلوب
فأُفٌّ تَلَا نَبْضًا تَلَا أُفًّا تَلَاهُ
يُذِيقُ الذُّلَّ عَاشِقَ مُنْتَهَاهُ
فَلَا الْمَوْهُومُ يَبْلُغُ مَا تَمَنَّى
وَلَا الْمَوْتُورُ أَنْقَذَهُ هَوَاهُ
وَلَا الْمَطْلُوبُ يَطْلُبُنَا بِحُبٍّ
وَلَا الْمَرْغُوبُ يَرْغَبُنَا حَدَاهُ
فَلَا تَطْمَعْ بِوَصْلِ مَنْ تَخَلَّى
وَلَا تَأْنَسْ لِقَلْبِكَ مَنْ جَفَاهُ
وَلَا تَنْظُرْ تَلَّهُفَ مَنْ تَوَلَّى
وَلَا تَنْشُدْ بِذِكْرِكَ مَنْ نَسَاهُ
وَلَا تُرْهِقْ خَوَاطِرَكَ بِشئٍ
يُضِيقُ الْقَلْبَ يَسْلُبُهُ قُوَاهُ
وَمَنْ يَنْسَى تَذَكُّرَكَ فَكَبِّرَ
عَلَيْهِ أَرْبَعًا وَاقْبَلْ عَزَاهُ
خواطري
الشرحُ :
ذات مرة من المرات أخبرني صديقٌ لي عزيزٌ على قلبي أنه عانى كثيراً في قصة حبه حيث كان يرى الويلات تلو الويلات من بُعدٍ عن الحبيب ومن قربٍ له، وأنه كلما أراد أن يأخذ قرار البعد عن الحبيب ليستريح من الضجر الذي يُصيب قلبه مما يفعله الحبيب به سمع صوت نبض قلبه صارخًا بالشوق والحنين فيجبره ذلك الصوت على الرجوع والقرب من حبيبه مرةً أخرى كالعادة فيُصيبه مثل ما أصابه سابقًا من الضجر حيث أن حبيبه لا يعطي لما يفعله هو له قدرا!
فأصبح حاله يتردد بين ذلك وذاك، فأُفٍّ يخرجه ضجر القلب يأتي من بعد صوت نبض القلب الذي أتي بدوره من بعد أُف خرج من ضجر القلب الذي أنهكه الهوى والعشق لحبيبه الذي لا يأبه لذلك مطلقا، لذا فهذا التردد بين الضجر مع القرب ثم الحنين مع البعد يذيق العاشقَ ذُلًّا شديدًا حتى يبلغ الذلَُّ عند العاشق منتهاه!
فلا القلب المصاب بوهم القرب في هذا الحب يبلغ ما تمنى فيه من المكانة والقدر، ولا الذي فقد الحبيب ببعده عنه أنقذهُ الهوى من هذا الفخ -فخ الحنين والشوق- ، فلا القلب الذي يطلبه المحب بالعشق له يطلبه قلب المحبوب هو الآخر كما تمنى قلب العاشق ، ولا الذي يرغب القلب المُتيم في أُنسٍ به يرغب وجود ذاك القلب الولهان معه ولا يرغب الأُنس به!
فيا صديقي أنصحك ألا تطمع نفسك في أن تصل إلى وُد من تخلى عنك باختياره وإرادته، ولا تطمع في أن يصلك هو بالوُد من قلبه، ولا تختر أبدًا لقلبك أنيسًا قد اختار من قبل أن يجفو قلبك ويتركه حزينا، ولا تنتظر أن ترى في عيني من تخلى عنك سابقا لهفةً يذرفها عليك بعد أن قام باختياره وتولى عنك وأدار وجهه وأعطاك دبره، ولا تسمح لخاطرك مرةً أن يذكر - ولو للحظة- من أنسى قلبه ذكرك وأهمله اختيارا ورضا، ولا تظل يا صديقي العزيز ترهق خواطرك النبيلة بتذكر ما مضي أو تذكر القصص البائد المنتهي هو وصاحبه مما يجعل القلب يحزن ويضيق ويتسبب في وهن القلب وضعفه، وخذ تلك النصيحة واعمل بها : أن من ينسى ذكرك ولا يخطر بباله وصلك فكبر عليه أربع تكبيرات وادفن ذكراه ولا بأس من تقبل العزاء فيه فكل من عليها فان.
ماذا بك ياصديقى؟
ردحذفكنت توصينا سابقا
لا شئ يا صديقي، هي خواطر فحسب
حذفأسعد الله قلوبكم ياصديقى وادامكم لبعضكم
ردحذفآمين وإياكم يا صديقي 🌹
حذفربما كان عليّ أن أعمل بنصيحتك هذه ☝.. فمن تخلّى تخلى بإرادة.
ردحذفبإرادته
ردحذف