القائمة الرئيسية

الصفحات

 البحث عن التوازن الروحي 






التقلب حال الترحال، وأعلمُ أن قلب المؤمن مرتحل، بُثت شرارته فيَّ، وأردتُهُ ابن الآخرة، إلا أنه يتقلب في موچ الدنا وهو ابنها...

چذبته مرارا للصواب، وتكرارًا للسكون، ولكن مفاتن الأزمان تأخذه، وتنقله من الهدوء إلى الصخب.

 أخشى التعثر، وأن تزل قدمٌ بعد ثبوتها، فيضل قلبي المسير، أحنّ إلى زاهد يرشد قلبي، وإلى شيخ يُلفته، وإلى أب يوجهه...

وخفاءٍ بخلوةٍ تعيد تشكيل دواخلي...

علِّمني أن أكون جليلَ الذات في الخُطى، عفيف النفس في الخلوات، رفيق العين في العبرات، مستحضر للروح في السجدات...

أستعيذك من الرياء واقصم لي الذنوب والنكبات.. واقسم لي الحياء.. ولا تجعلني فارغًا منتحب.



اهدني، واجعلني أهزم الوحشة بأنسك، والفردية بالجماعية من الأرواح في أدوار رحمتك، واجعلني التحم بالذات في الذوات.. وأصهر الأنا في النحن، وحدك مالك الجموع...

هبني حبًا من لدنك كجائع يلتهم جمال الإنسانية في حشا قلبه.. كعاقل يسيعُ أغوارَ الحرف بخُطىًٰ ملؤها اليقين.. يُرتل ما يمليه عليه قلبه؛ 

اجعل روحي تسابق الغايات، لتعانق أرواح البعيد الممكن،

أوصل قبلاتي للفراشات.. حنانيك حبًّا اشتقت لبراءة

الطبيعة في قلبي..


أعدني إلى عهد سريرة هذبتها، وخبيئة من سناء كتمتها،

لا تُرخي روحي بالظمأ ، ولا تكتم شغاف حُبي بالكسر. شدَّ أركاني- إن شئت- بين ليلة وضحاها.. 

أُعيذ قلبي بك من أن تسترقني المدة، ولا تكفني العُدة، وتخذلني الشدة فأضيع أمانتك فيّ.


اهدني صمتًا، مطرًا وحبًا اهتدي به في سُبل العارفين.. لأقاتل ذاتي وأهزم دواخلي، من أصحاب الحال والترحال فلا أخضع لغيرك.

اجعل جُلّ رحلتي استقامةَ لُبّ، ورجاحة عقل، واغتنام نفس،

فإن سقطتُ فعلى قوتك اتكئ، وإن كان لي ألف كتفٍ وعضد .. فألزم سيري حازمةً إليك لايميل جذع نخلتي، ولا يمر شقُّ تمرتي، ولا تُجتاح أسوار قلعتي، محصنٌ قلبي بسفينة ورعٍ لك فلا تسقيها أباريق الذنب، لا يخدش جدرانها سوی نورُ كتابك، فأجده ضامًّا لتلافيف روحي.. 

أناجيك فإنما ترفرف حمائم الشوق والأنس ينتظران رحابة الوصول..

ردّ عليّ عافيتي التي أهلكتها بسوء استخدام لجوارحي فأستقم!

لتحتشد الخضرة في قلبي للانعتاق..

لأرابط على ثغرة ما فلا تزلزلُني أركان الثوابت، وتضعف الرؤى، وأسلم ما فيّ لشهوةٍ وأنسى ما لله من سلوى..

لأن لا أكون أجوف الخبيئة، والثغرةُ أنا فأتناسى مقامي، وحيثُ أقمتني.

فلا يهزُل المعنى، وتنعدم القدوة وتُضرب الرّواسخ

وتهون الركائز.

كم في القلب من شعب لا يلمه إلا الإقبال عليك، وبه حزن لا ينجلي إلا بصدق مقربتك..

وعليه وحشةٌ لا يُذهبها إلا الأنس بك... 

وبه اضطراب لا يُسكنه إلا الفرار منك إليك.. 

وبه فاقةً لا يسدّها إلا صدق الالتفات إليك..

جئتك بحلم أقضّ مضجعي، وخوف أضنى منامي وعرج أقلق ثباتي،

فيرتفع الأنين إليك أن اهدني صراطًا سويًا، فقد ضاقت بيَ الشبل، واختلطت عليّ الحقائق، وانفلتت مني عِقالُ الأمور، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم اللهم! "

هند إبراهيم.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع
    xxx -->